كتب -حسن محمود
أصدرت الدائرة الإعلامية لمنظمة مجلس الأمناء لسفراء السلام في العالم البيان التالي عن رئيسها التنفيذي الأعلى، السفير الدكتور إبراهيم المجذوب، بمناسبة عيد الاستقلال الـ81:
الكلمة
في الذكرى الحادية والثمانين لاستقلال لبنان، نقف اليوم أمام محطةٍ وطنيةٍ تتجاوز رمزية الاحتفال إلى جوهر الرسالة التي وُجد من أجلها وطننا: رسالة الحرية والسيادة والعيش المشترك، وصون الدولة بمؤسساتها ودستورها ووحدتها وتراثها الحضاري.
إنّ استقلال لبنان لم يكن حدثاً عابراً في تاريخ الوطن والمنطقة، بل كان تأسيساً لكيانٍ استثنائيّ يقوم على إرادة شعبه، وعلى قدرة أبنائه على تجاوز المحن وصناعة الأمل والبناء. واليوم، وبعد واحدٍ وثمانين عاماً، ما زال هذا الوطن يواجه تحديات سياسية واقتصادية وأمنية غير مسبوقة، تتقاطع فيها تعقيدات الداخل مع تحولات إقليمية عميقة وصراعات دولية متسارعة ترسم خرائط جديدة للنفوذ والمصالح.
ومع كل ذلك، يبقى لبنان أكبر من أزماته، وأقوى من الضغوط التي تحيط به. فالتاريخ علّمنا أن هذا الشعب ينهض كلما اعتقد البعض أنه انتهى، ويتماسك كلما اشتدت عليه العواصف، ويجدّد إيمانه بوطنه مهما طال الليل.
يا شعبنا الحبيب،
إنّ المرحلة الإقليمية التي نعيشها اليوم، بما تحمله من تصعيد في الشرق الأوسط وإعادة تموضع للمحاور الدولية، تفرض علينا – مسؤولين وشعباً ومؤسسات – أن نرتقي إلى مستوى التحديات، وأن نعيد تثبيت ثوابتنا الوطنية: سيادة الدولة على كامل أراضيها، وحدة الجيش والمؤسسات، والنأي بلبنان عن صراعات المحاور، مع الحفاظ على أفضل العلاقات مع الدول العربية الشقيقة والمجتمع الدولي، من موقع الندّية والاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة.
كما نؤكّد أنّ مجلس السفراء، بكل ما يمثّله من حضور دبلوماسي، سيبقى داعماً للاستقرار والمؤسسات الشرعية، وحارساً لقيم السلام، ورافعةً للدبلوماسية اللبنانية في محيطٍ مضطرب يحتاج إلى العقل والحكمة والمسؤولية.
وفي هذه المناسبة الوطنية، نتقدّم بالتهنئة إلى الرؤساء الثلاثة في عيد الاستقلال الـ81، ونتوجّه بتحية إجلال وإكبار إلى جيشنا اللبناني وقوانا الأمنية، أولئك الذين يجسدون روح الاستقلال في كل يوم ويحرسون حدود الوطن وكرامة شعبه. كما نحيّي أرواح جميع شهداء لبنان من كل الطوائف الذين قدّموا دماءهم لكي يبقى هذا الوطن حراً سيّداً مستقلاً.
أيها اللبنانيون،
إن مستقبل لبنان لا يُصنع باليأس، بل بالإرادة. ولا يُبنى بالانقسام، بل بالشراكة الوطنية الجامعة. نحن قادرون على عبور هذه المرحلة الدقيقة، شرط أن نتوحّد حول مشروع دولة قوية، عادلة، شفافة، منفتحة على العالم، وقادرة على حماية مصالحها العليا.
وفي هذه الذكرى العزيزة، نجدد العهد بأن نبقى في خدمة لبنان، وأن نعمل بكل الوسائل الدبلوماسية والسياسية من أجل حماية استقلاله وتعزيز حضوره الدولي وإعادته إلى مسار التعافي والاستقرار والازدهار.
تعليقات: 0
إرسال تعليق