أجملكَ أيّها الليل
عندما تُكدّسُ ما اغتصبهُ النهارُ منك
و تُضاجع سموَّ الجبلِ ...
و تُرغمُ قمركَ أن يُضيء دربنا
فلا نضيعُ بين التلال
و تعرّج السهلِ ...
بين شجرٍ عالٍ يراودُ النهرَ عن نفسه
و يشتهيهِ بلا مللِ
ترجّلْ عن صهوةِ خيالك
عندما يعتقلُكَ الحبّ
مكبلاً بالدموع
و دعْ ثغركَ يتسمُ
نمْ ساعةً لتُجهضَ سنواتك المديدة
و ينكسرُ فيكَ الألمُ...
و لتنسى ما يحملهُ هواءَ رئتيكَ
من روائحهم
و ما يحمله الندمُ....
هو الحبّ من يجعلنا نركضُ
حفاةً بين الأشواك
فيُدمى القلبُ و القدمُ...
لنلتقطَ بطائرٍ مهاجرٍ
والطيور بين أيدينا
و كأنَّ الحبّ مرآةٌ
لا نرى فيها إلاّ وجه مَنْ يُدمينا
لصلاتهِ عشرون فرضاً
أولها مثل آخرها
حنيناً فحنينا
و انتظارٌ على مفارقِ طرقٍ
لا تأتي إلاّ بمَنْ يُبكينا....
الاديبة السورية مجد غسان حبيب
تعليقات: 0
إرسال تعليق